قالب مدونتي الأنيق

    Social Items

garbiyya

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بلِّغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرَج، ومَن كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأْ مقعدَه من النار)؛ رواه البخاري.
أهمية حديث (بلغوا عني ولو آية) | المدونة الإسلامية | حسان الضويحي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكذبوا عليَّ؛ فإنه من كذب عليَّ يَلِج النار)؛ أخرجه البخاري ومسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبَيْنِ)؛ "الكاذبينِ": الأول: الذي افتراه، والآخر: هذا الذي نشره أو بلَّغه لغيره، فظاهر هذا الخبر دالٌّ على أن كلَّ مَن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا وهو شاكٌّ فيه أصحيحٌ أو غير صحيح، يكون كأحد الكاذبين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: (مَن حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب) ولم يقل: يستيقن أنه كذب.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إنه ليَمنعُني أن أُحدِّثَكم حديثًا كثيرًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن تعمَّد عليَّ كذبًا، فليتبوَّأْ مقعده من النار)؛ أخرجه البخاري ومسلم.
شبهة: قد يقول قائل: إني عندما نشرتُ هذه الأحاديث الضعيفة لم أكن متعمِّدًا، فلا يلحقُني إثم.
ويَردُّ على هذه الشبهة محدث العصر الألبانيُّ فيقول: فإنهم - أي: ناشري الأحاديث الضعيفة - وإن لم يتعمَّدوا الكذب مباشرة، فقد ارتكبوه تَبَعًا؛ لنقلهم الأحاديث التي يقفون عليها جميعها، وهم يعلمون أن فيها ما هو ضعيف وما هو مكذوب قطعًا.
وقد أشار إلى هذا المعنى قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّثَ بكل ما سمع).
في هذا الحديث زَجْرٌ للمرء أن يُحدِّثَ بكل ما سمع حتى يعلمَ علمَ اليقين صحتَه.
فهذا الحديث "بلغوا" أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو تبليغ منهج الله للعالم، وأن يكون التبليغُ وَفْقَ منهج الله.
"بلغوا" فعل أمر:
و"بلغوا": فعل أمر؛ أي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نُبلِّغَ ولو آيةً واحدة، فعندما تُبلِّغُ ولو آية واحدة تصبح لديك الهمة العالية والطموح للفعل وللتعلُّم، فاستغل هذه البَذْرة لتكوين الطموح والهمة العالية في التعلُّم، فكلما فعلت أكثر تعلمت أكثر، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وكلما علَّمت غيرَك أكثر تعلمت أكثر.
ولتعليم غيرك، وتطبيق كلمة "بلغوا" فوائد عديدة:
1- هي البَذْرة الأولى لتتعلم أن الأحدية لله، فعندما تبلِّغُ منهج الله تُبلِّغُه بصدق لتصديقك له، وبأنه فعلٌ يُحبُّه الله الأحد ورسوله لتصل بها إلى الطمأنينة؛ أي: إلى النفس المطمئنة، وتحقق بها كلمة لا إله إلا الله، وهي أفضل شيء تُبلِّغُه.
2- هي البَذْرة الأولى لتتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة حسنة، وأن تعمل مثلما عمل هو وأصحابه، والذين يلونهم ويتَّبعون منهج الله.
3- هي البَذْرة الأولى التي ينمو بها الطموح، والشرارة الأولى التي تجعله يعمل ويشتعل، ويستمر في النمو والطموح من احتياجات الإنسان الأولى لتكوين حلمه، وتحقيق أهدافه، فلماذا بعضنا لديه طموح، وبعضنا لديه بعض الطموح، وبعضنا لا طموح له ونحن مسلمون ومتساوون في كل شيء؟ فلا بد أن يكون لدينا نفس الطموح ما دمنا نتبع نفس المصدر، وهو منهج الله، فنحن نختلف تبعًا لاختلاف اتباعنا لمنهج الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
4- هي البَذْرة الأولى لتتعلم كيف تتدبَّرُ في القرآن وفي الحديث وفي آيات الله ومخلوقاته وفي الحياة من خلال قوة الأسئلة التي تطرحها على غيرك، قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، أو تطرحها على نفسك من خلال التحدث الذاتي الإيجابي، فعندما تُبلِّغُ تتعلم كيف تتدبر، وتتعلم كيف تُفكِّر وتتفكر، وكيف تعقل، وكيف تتذكَّر، وكيف تُعلِّم غيرك.
5- هي البَذْرة الأولى ليبدأ الشخص بالتعليم، والبَذْرة الأولى كي يتعلم كيف يُعلِّم، والبَذْرة الأولى لأن يُعلِّم غيره؛ لأنه محاسب عن علمه، وهل بلَّغه لغيره ليُعلِّمه الله علم ما لم يعلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟))، فلا بد أن تعمل بما علمت، وذلك عن طريق التبليغ وتعليم غيرك، فيُعلِّمك الله علم ما لم تعلم.
6- هي البَذْرة الأولى لتُعلِّم غيرك لتصبح قدوة حسنة، أردت أم لم تُرد، علمت أم لم تعلم، سواء كنت متعلِّمًا أو أميًّا، وستنشأ لديك القدوة الحسنة، فالمتعلم والأمي سواء، وعندما ينظر إليك كقدوة حسنة ستزيد من تحسينك لأفعالك؛ لأن التعليم بالأفعال يفهم من قِبَل المتعلم والأمي بنفس الطريقة، فالقدوة الحسنة تتطلَّبُ منك أن تكون مُدرِّبًا ومعلمًا لغيرك، وأنت تستطيع فعل ذلك بسهولة؛ فالتدريب يتناول التصرفات والمهمات والأعمال، ومتعلق بالماضي، وبعبارة أخرى: الأمور التي قمت بها بصورة جيدة، فلتَقُم بالمزيد منها، وعندما تُدرِّبُ غيرك فإنك تستخدم ماضيك؛ أي: كل شيء تعرفه وتتذكَّرُه، وتطبيقُ المعارف الماضية الجيدة على أوضاع جديدة والتعليم يتناول الأفكار والمشاعر، ويتطلع للمستقبل والبناء على ما تعلمته، ولقبول التغيير.
7- هي البَذْرة الأولى لتبحث عن الأحاديث الصحيحة؛ حتى لا تكذبَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
8- هي البَذْرة الأولى في إشعال الرغبة في فعل الفعل.
9- هي البَذْرة الأولى لكي يكون لديك حبُّ الاستطلاع عَبْر القراءة؛ فالقراءة تنمِّي مواهبَك، وتجعلك تحسن اختيار أفعالك؛ قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، وليتكوَّن لديك الطموح للتعلُّم ولتعليم غيرك.
10- هي البَذْرة الأولى التي تجعلك تقدم خدماتك لخدمة الإسلام ولأبويك ولأولادك وزوجك وإخوانك من دون شروط.
11- هي البَذْرة الأولى لتكوين القدوة الحسنة؛ أي: أن تُعلِّم غيرك؛ لتتعلم كيف تُكوِّن القدوة الحسنة لديك.
12- هي البَذْرة الأولى والأساس للتعلم من خلال الأفعال، فمن خلال هذه الكلمة "بلِّغوا" عندما تعلم غيرك تتعرف على القُوَى المحرِّكة للأفعال، وتتعرف على نفسك، وكيف تفعل الفعل، أي: كيف ستتصرف، وعلى ردود أفعالك كيف ستكون، فبتعليم غيرك تتعلم كيف تنشأ القُوى المحركة للأفعال؛ كالطموح، والإرادة، والصبر، والاستمرارية وغيرها؛ لتكتسبها وتستخدمها لصالحك، ولتبلغ منهج الله بتعليم غيرك هذه القوى المحركة للأفعال، وكيف يستخدمها من مرحلة مبكرة.
13- هي البَذْرة الأولى لتصل إلى الإنجاز وإتقان الأفعال والاستدامة على ذلك من خلال الاستمرارية في الطموح والرغبة.
14- هي البَذْرة الأولى لحفظ الوقت؛ فالطموح مرتبط بالوقت، ونحن نحاسب عنه، وكيف أفنَينا أعمارنا.
15- هي البَذْرة الأولى للمعاملة، فعندما تبلِّغ ولو آية ستَحْتَكُّ بغيرك من الناس، وستتعامل معهم، وتبدأ تعلم المعاملة.
16- هي البَذْرة الأولى لرفع معدل الثقة لديك بأنك تستطيع أن تعلم، وأن تكون قدوة حسنة، وأن تعمل وتحسن الظن بالله لتزيد ثقتك.
17- هي البَذْرة الأولى لتتعلم معنى الحرية والاختيار؛ ليكون لك حقُّ الفعل أو عدمه، وعندما تعلم غيرك، أنت تعطيه كاملَ الحرية ليفعل أو لا يفعل، والاختيار بينهما، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾ [البقرة: 272].
18- هي البَذْرة الأولى التي تعلمك كيف تضبط انفعالاتِك كلَّها، فضبط النفس يعلم الحكمة، فعندما تكون ردود أفعالك حكيمة تتعلم الحكمة.
19- هي البَذْرة الأولى لفهم الشخصيات، فبتعليم غيرك تكتسب طريقة تفكير جديدة من خلال تعلمك مما يحدث أمامك من أفعال، والبدء في فهم الشخصيات ولغة الجسد والمعاملة تشمل كل الأفعال؛ فتتعلم عن كل فعل أكثر من شيء، فأنت تتعلم معاني الأفعال، ومهارات الأفعال، وأهداف الأفعال، وآثار الأفعال، وآداب الأفعال، وردود الأفعال، وتتعلم فهمَ الشخصيات، ولغة الجسد والتعبيرات، وطريقة وأسلوب الاتصال بالآخرين، وكيف يُطبَّق السلوك الجديد، وكل ما تعلمته يُبنى على ما سبق، ويزيد، وتتعلم كيف تنشأ القوى المحركة للأفعال.
20- هي البَذْرة الأولى لتتعلم الربط بين الأشياء، والبحث عن السبب، وهذا يقودك إلى الربط بين المفاهيم - حتى لو كنت أميًّا - ومن خلال القوى المحركة للأفعال؛ كالطموح، والإرادة، والصبر والاستمرارية وغيرها - ستجد الكثير من القوى ترتبط بعضها ببعضٍ بشكل قوي، تزيد في قوتك الذاتية، وقوتك الذاتية تزيد في إرادتك، وإرادتك تزيد في قوى كثيرة؛ مثل الطموح، والحماسة، والفعل والصبر، والانضباط، واستمراريتك، وغيرها من القوى؛ فتتقوَّى أكثر وهكذا.
21- هي البَذْرة الأولى لتتعلم الحرية وقولَ ما تريد قولَه عندما ترى خطأ، أو تريد تعليم غيرك سلوكًا جديدًا وحسنًا.

المصدر: شبكة الألوكة

أهمية حديث (بلغوا عني ولو آية)

الزهد والورع | حسان الضويحي



ما هو الفرق بين الزهد والورع ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قال ابن القيم -رحمه الله- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول:
الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها. انتهى كلامه رحمه الله.
وحقيقة الزهد هي خلو القلب من التعلق بما لا ينفع في الآخرة وهو على مراتب:
الأولى: ترك الحرام والشبهة.
الثانية: ترك الفضول من الحلال.
الثالثة: ترك ما يشغل عن الله تعالى.
هكذا قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-
وحقيقة الورع توقي الحرام والشبهة وما يضر أقصى ما يمكن.
وعلى هذا، فالورع داخل في الزهد وهو جزء منه. ولذا قال بعض العلماء: الورع أول الزهد كما أن القناعة أول الرضا.
والله أعلم.

منقول

الزهد والورع



تعريف العقيدة_حسان الضويحي


العقيدة

تتعدد المفاهيم والمصطلحات التي تحمل معنى العقيدة، ولكنها في الأساس تندرج تحت خانة 
الأيدولوجيات والمذاهب والمعتقدات، سواء الدينية في الغالب أو غيرها من المجالات، ويتجه 
البعض لاستخدام هذه الكلمة في النواحي العسكرية أحياناً، وقبل الإسهاب في الحديث عن معنى 
أو مفهوم هذا المصطلح لا بدّ من الحديث عن مصدر اشتقتاقه لغوياً، حيث إن مصطلح العقيدة 
مشتق لغوياً من كلمة الاعتقاد، أي الإيمان والتسليم. يجمع مصطلح عقيدة في اللغة في كلمة عقائد، 
وتعرف على أنها مجموعة الأحكام التي لا تندرج تحت خانة اليقين، حيث لا يمكن التشكيك بها،
ولا يسمح للعقل بإعادة النظر في فحواها، أي يفرض عليها حالة الجزم والإقرار والإيمان الكلي 
بصحتها، أي أن العقيدة صحيحة سواء كانت حقّةً أو على غير حق، وتأتي على شكل مجموعة
من القناعات والقيم والمبادىء والأفكار المترابطة والمتناسقة بطريقة يقبلها المنطق في أغلب 
الحالات، يعتمدها ويتبناها الفرد، وتعتبر قالباً يشكل به جميع مناحي حياته، وذلك بعد فهمها و
حفظها وإدراكها حسياً، واستنتاج مزاياها وتوقع احتمالات نجاح الأصعد المبنية عليها، وأخيراً 
التواصل مع الأشخاص ذوي العلاقة بها، أي من يؤمنون بها.

ما مفهوم العقيدة لغة واصطلاحاً

العقيدة لغة

تأتي كلمة العقيدة في اللغة من العقد؛ ومعناه الربط، وهو نقيض الحل، كماتأتي بمعنى والإبرام، 
والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ واليقين والجزم، كما أنها مصدر 
مِن اعتَقَد يعتقدُ اعتقادًا وعقيدة.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ)  [المائدة: 1].

العقيدة اصطلاحاً 

هي إيمان المرء بدين ومذهب معين، مما ينعَقِد قلبُ الإنسان على هذا الدين ويجزمُ به؛ فهو حكم الذهن 
الجازم بدون دخول شك في قلبه، وهذا الإيمان يترتب على القول والعمل على ما ينص عليه.
قال تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ)
(المائدة 89).

آثار العقيدة الإسلامية في حياة الفرد

  • العلم بالله تعالى يؤدي إلى الاطمئنان والشعور بالسعادة في الدنيا؛ وذلك لأنّ حاجة العبد إلى ربه
  • تفوق كل حاجة. 
  • الشعور بالتوازن النفسي عن طريق الثقة بالله تعالى. 
  • العقيدة تحرر العقل البشري من التساؤلات التي تتعلق بصفة الخالق، ومبدأ الخلق ونهايته وغيرها 
  • من الأمور. 
  • العقيدة الإسلامية الصحيحة سبب للنصر والفلاح في الحياة الدنيا والآخرة. 
  • انسجام العقيدة الإسلامية مع فطرة الإنسان، حيث الإنسان بطبيعته يشعر بوجود الله، ويؤمن به 
  • إيماناً داخلياً عميقاً. 
  • العقيدة الإسلامية تحث على التخلق بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. 
  • الإيمان بالعقيدة الإسلامية يشعر الفرد بأهميته. 
  • تحرير العبد المؤمن من العبودية والذلّ لغير الله تعالى، وبهذا تحافظ على عزة الإنسان وكرامته. 
  • تزكية النفوس من خلال الحث على فعل الخيرات وتجنب المعاصي، وغرس 
  • روح التضحية في الإنسان.

آثار العقيدة الإسلامية في حياة المجتمع

  • توحيد المجتمع المسلم برب واحد، وقبلة واحدة، وعبادة واحدة. 
  • إنشاء مجتمع يحتوي على الحرية، والمساواة، والفكر السليم. 
  • إنشاء مجتمع يشمل الأخلاق الحميدة التي تتمثل بالعفة، والطهارة، والصدق، والنزاهة. 
  • إنشاء مجتمع يحث على العمل والانتاج، وبهذا ينال العبد رضا الله تعالى.

أركان العقيدة

أركان العقيدة في الإسلام هي كلٌ لا يتجزّأ، وكلّ من كفر بواحدة منها أو بجزئيّة منها ممّا ثَبت في القرآن الكريم أو في السنة النبوية لا يُقبل إيمانه بالأركان الأخرى، وقد وَرد ذكر هذه الأركان في كتاب الله عزّ وجلّ، وسُنّة نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- في مواضع كثيرة، منها:
قوله سبحانه وتعالى:
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)    [البقرة285]
وقوله سبحانه وتعالى:
(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)
[البقرة177]
وقوله سبحانه وتعالى:
(وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)      [انساء 136] 


وبيان هذه الأركان كما هي معروفة بأركان الإيمان كالآتي:

  • الإيمان بالله ويُقصَد به الإيمانُ الجازمَ بوجودِ الله سُبحانه وتعالى، والإيمان بربوبيَّته وألوهيَّته، والإيمان بأسمائه وصفاته جميعها، 
  • وأنَّه وَحده المُتَّصِفٌ بجميع صفات الكمال، وأنّه وحده المُنَزَّهُ عن كلِّ نقصٍ. 
  • الإيمان بالمَلائكة جميعاً بأنّهم خلقٌ من خلقِ الله سبحانه وتعالى، وأنّهم عبادٌ مُكرَمون، منهم من أُوكِل بحمل عرش الرّحمن، ومنهم 
  • من أُوكِل بالجنّة والنّار، ومنهم من أُوكل بكتابة أعمال العباد، ومن الإيمان بهم الإيمان أيضاً بما وَرد من أسمائهم عن الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، مثل: جبريل أمين الوحي، وميكائيل، ومالك خازن النَّار، وإسرافيل صاحب الصور، وغيرهم ممّا جاء فيه نصٌّ صحيح. 
  • الإيمان بالكتب السماويّة أي الإيمان الجازم بوجودها جميعها على أصلها الذي نزلت فيه، وما جاء فيها من تشريعات وتكاليف.
  • الإيمان بالرُّسُل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً: يعني الإيمان بالرّسل التّصديقَ الجازمَ بأنّ الله سبحانه وتعالى قد بعث في كلّ أمةٍ رسولاً؛ ليدعوهم ويهديهم إلى عبادة الله وحده، لا شريك له، ويأمرهم بالكفر بما يعبدون من دون الله من أصنام وأوثان ، وأنّ الرُّسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعهم صادقون أُمناء، أيّدهم الله بالمعجزات، وأنّهم عليهم الصلاة السلام أدّوا وبَلَّغوا 
  • ما أرسلهم الله به وأنهم لم يكتموا ما أُرسلوا به ولم يغيروا فيه شيء ولم يزيدوا فيه شيئاً من عند أنفسهم، وأنّ الله سبحانه وتعالى فضّل بعض النبيين على بعض، ورفع بعضهم على بعضٍ درجاتٍ. 
  • الإيمان بالإيمان باليوم الآخر أي: الإيمان بكلّ ما أخبرعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثبتت صحّته من حياة بعد الموت؛ ومن عذاب القبر ومن بعث وحساب، وجنة ونار. 
  • الإيمان بالقدر أي: الإيمان بأنّ كلّ ما قضاه الله سبحانه وتعالى وقدّره كان بحُكمِه، وكلّ ما أصاب العبدَ فإنّما هو بتقديرٍ من الله سبحانه وتعالى.




تعريف العقيدة


حديث "من نفس عن مؤمن كُربة"_حسان الضويحي


متن الحديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر 
على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في
عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى 
الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم 
السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله، لم يسرع 
به نسبه"        رواه مسلم.


الشرح

عُني الإسلام بذكر مكارم الأخلاق والحث عليها، وجعل لها مكانة عظيمة، ورتّب عليها عظيم الأجر 
والثواب، ومن ذلك هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه.

لقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل وصيّته على تنفيس الكرب عن المؤمنين، ولا ريب أن 
هذا العمل عظيم عند الله، عظيم في نفوس الناس، إذ الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات، مطبوعة 
على التعب والكد، وقد تستحكم كربها على المؤمن، حتى يحار قلبه وفكره عن إيجاد المخرج.
وحينها، ما أعظم أن يسارع المسلم في بذل المساعدة لأخيه، ومد يد العون له، والسعي لإزالة 
هذه الكربة أو تخفيفها، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب المكروب، ومن هنا ناسب أن يكون 
جزاؤه من الله أن يفرّج عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد : إنها كربة الوقوف والحساب، وكربة 
السؤال والعقاب، فما أعظمه من أجر، وما أجزله من ثواب .
ومن كريم الأخلاق : التجاوز عن المدين المعسر، فقد حث الشارع أصحاب الحقوق على تأخير الأجل 
للمعسرين وإمهالهم إلى حين تيسّر أحوالهم، 
يقول الله عز وجل : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }     ( البقرة : 280 )، 
وأعلى من ذلك أن يُسقط صاحب الحق شيئا من حقه، ويتجاوز عن بعض دينه، ويشهد لذلك ما رواه 
البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
( كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه؛ لعل الله أن يتجاوز 
عنا، فلقي الله فتجاوز عنه ).

ثم يحث الحديث على ستر عيوب المسلمين، وعدم تتبع أخطائهم وزلاتهم، وذلك لون آخر من الأخلاق 
الفاضلة التي تكلّلت بها شريعتنا الغرّاء، فالمعصوم من عصمه الله، والمسلم مهما بلغ من التقى والإيمان 
فإن الزلل متصوّر منه، فقد يصيب شيئاً من الذنوب، وهو مع ذلك كاره لتفريطه في جنب الله ، كاره أن يطلع 
الناس على زلَله وتقصيره، فإذا رأى المسلم من أخيه هفوة فعليه أن يستره ولا يفضحه ، دون إهمال لواجب 
النصح والتذكير .
وقد جاء في السنة ما يوضّح فضل هذا الستر، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله 
عليه وسلم قال : 
( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة )    رواه ابن ماجه.
 في حين أن تتبع الزلات مما يأنف منه الطبع، وينهى عنه الشرع، بل جاء في حقه وعيد شديد.
 روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: 
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال : 
( يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا 
عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ).

ولما كان للعلم منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة؛ جاء الحديث ليؤكد على فضله وعلو شأنه، فهو سبيل الله 
الذي ينتهي بصاحبه إلى الجنة، والمشتغلون به إنما هم مصابيح تنير للأمة طريقها، وهم ورثة الأنبياء 
والمرسلين، لذلك شرّفهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة، والمكانة العالية، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن 
النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
( إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض 
حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب )     رواه أحمد.  
فهم أهل الذكر، وهم أهل الخشية، وشتان بين العالم والجاهل.
وأولى ما يصرف العبد فيه وقته : تعلم القرآن ونشر علومه، كما جاء في الحديث الصحيح: 

( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ).
وهذه الخيرية إنما جاءت من تعلّق هذا العلم بكلام الله تعالى، وشرف العلم بشرف ما تعلق به.

ثم لك أن تتأمل ما رتبه الله من الأجر والثواب لأولئك الذين اجتمعوا في بيت من بيوت الله تعالى؛ يتلون 

آياته، وينهلون من معانيه، لقد بشّرهم بأمور أربعة
أن تتنزّل عليهم السكينة، وتعمهم الرحمة الإلهية، وتحيط بهم الملائكة الكرام، والرابعة - وهي أحلاها 
وأعظمها -: أن يذكرهم الله تعالى في ملأ خير من ملئهم، ويجعلهم محل الثناء بين ملائكته، ولو لم يكن 
من فضائل الذكر سوى هذه لكفت.

على أن تلك البشارات العظيمة لا تُنال إلا بجدّ المرء واجتهاده، لا بشخصه ومكانته، فلا ينبغي لأحد أن يتّكل 
على شرفه ونسبه؛ فإنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو العمل الصالح، فلا اعتبار لمكانة الشخص إن كان 
مقصّرا في العمل، ولذا يقول الله عزوجل في كتابه: 
{ فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون }      ( المؤمنون : 101 ). 
وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يغن عن أبي طالب شيئا، ولقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم هذا
المعنى في كلمات جامعة حين قال: 
( ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ).


فوائد من الحديث


  • الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين، والتيسير على المُعسِرين.
  • الإشارة إلى القيامة، وأنها ذات كرب.
  • الترغيب في ستر المسلم الذي لا يُعرَف بالفساد.
  • الحث على الاهتمام بكتاب الله تعالى.
  • كما فيه فضل الجلوس في بيوت الله؛ لمدارسة العلم.
  • الجزاء من جنس العمل.
  • فيه الحث على طلب العلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا)).
  • دل الحديث على أن مَن ذكَر الله ذكَره الله في الملأ الأعلى.


حديث "مَن نفّس عن مؤمن كربة"